قصه هذه القصيده ما ذكره عبيد الله بن محمد قال أنشدني ابن الكسكري
لعبد الله بن الصمة القشيري، وكان وامقاً لابنة عمه ريا فخرج أبوه يخطبها عليه و خرج
بالمهر معه وكان المهر مائة ناقة فنقص المهر ناقة فقال أخوه ما كنت لآخذه إلا تاماً
فمحكا فرجع فقال له ابنه ما صنعت ، قال يا بني كان من الأمر ذيت وذيت فقال و الله
ما أدري أيكما كان ألأم و تالله لا يجمع رأسي و رأسها و ساد أبداً وخرج إلى ناحية
الشام و أنشأ يقول :
أمن أجل دار بالرقاشين أصبحت ... بها بارحـــات الصيف بدءاً و رجعا
حننت إلى ريا و نفسك باعــــدت ... مــــزارك من ريا و شــعباكما معا
فما حسن إن تأتي الأمـر طائعاً ... و تجزع إن داعي الصبابة أسمعا
كأنك لم تشهد وداع مفـــــــارق ... و لم تر شعبي صــاحبين تقـــطعا
بكت عيني اليسرى فلما زجرتها ... عن الجهل بعد الحلم أسبلتا معا
تحمـــل أهلي من قنين و غادروا ... به أهل ليلى حين جيـــد و امرعا
ألا يا خــليلــي اللـــذين تواصـــيا ... بلـــومي إلا أن أطيع و أســــمعا
قفا انه لا بد من رجــــــــع نظــرة ... مصعدة شتى بها القــــوم أو معا
لمغتصب قد عـــزه القــــومُ أمره ... حياء يكــــف الدمـــــــع أن يتطلعا
تبرص عــينيه الصـــبابة كلـــــما ... دنا الليل أو اوفى من الأرض ميفعا
قفا ودعا نجدا و من حل بالحـمى ... و قل لنجــــد عنـــدنا أن يودعـــــا
تلفت نحـــو الحي حتى وجدتني ... وجــــعتُ من الإصغاء ليتا و أخدعا
و أذكــر أيــام الحمـى ثم أنثــني ... على كبدي من خشية أن تصـدعا
بنفسي تلك الأرض ما أطيب الربى ... و ما أحسن المصطاف و المتربعـا
و ليست عشيات الحمى برواجـع ... عليك و لكــــن خلِ عينيك تدمـــعا
و لما رأيت البشـر أعرض دوننـا ... و حالت بنات الشوق يحـنـن نزعا