إذا ما الفتى في الناس بالعقل قد سمى ... تيقن أن الأرض من فوقها السما
وأن السماء من تحتها الأرض لم تزل ... وبينهما أشيـاء متى ظهرت ترى
و إنـي سأبـدي بعض ما قــد علمتـه ... ليعلم أني مـن ذوي العلم والحجـى
فمـن ذاك أن النـاس مـن نســل آدم ... ومنهم أبو سودون حقاً وإن قضى
وأن أبـــي زوجــا لأمي و إنني ... أنا أبنهمـا و الناس هم يعرفـون ذا
و لكن أولادي أنا لهـم أب ........ و أمهـم لـي زوجـة يا أولي النهى
و ليس يرى أعمى العيون خيالـه ... ويبصره ذو العين في الشمس إن بدا
ومـن نام وسـط الماء بالليل بلـه ... وليست تبل الشمس من نام في الضحى
ومن أعجب الأشياء في مصر أنني .... نظرت لماء البحر في الأرض قد جرى
بها الفجر قبل الشمس يظهر دائما .... بها الظهر قبل العصر قيل بلا مراء
وفي الشـام أقـوام إذا ما رأيتـهم.... ترى ظهـر كل منهـم وهـو مـن وراء
بها البدر حال الغيم يخفى ضياؤه .... بها الشمس حال الصحو يبدو لها ضياء
ويسخن فيها الماء في الصيف دائما .... ويبرد فيها المـاء في زمـن الشتاء
وفي الصين صيني إذا ما طرقته .... يطـن كصيني طرقته سوى سوى
بها يضحك الإنسان أوقات فرحه .... ويبكي زمـان الحزن فيها إذا إبتلى
ومن قد رأى في الهـند شيئ بعينه .... فذاك لـه هي الهـند بالعـين قد رأى
وفيهـا رجـال هم خلاف نسائهم .... لأنـهــم تــبـدو بأوجـههم لـحاء
ومن قد مشى وسط النهار بطرفها .... تـراه بهــا وقـت النهار و قد مشى
وعشــاق إقليم الصعيد به رأوا ... ثمــارا كأثمـار العــراق لهــا نوى
بها باسقات النخل و هي حوامل .... بأثمـارها قـالوا يحـركهــا الهــواء
وماعلمـتني ذاك أمي و لا أبي .... و لا إمرأة قد زوجـاني و لا حمـى