مرحبا شباب ..مرحبا بنات ..
حضرت إلى صاحب هذه الواقعة فسردها لي بالكامل كما هي مسرودة لكم الآن ... واستأنته بنشرها وسمح لي .. لعلكم يقرائتكم لها تكون لكم يد تساعده على مصيبته أو ترفعون اييدكم بالدعاء إلى رب الأرض والسماوات ..
اترركم مع القصة التي رواها لي ..
وأرجو من المشرفين الكرام تثبيت الموضوع ..
........................................................................
........................................................................
خرج من بيته إلى صلاة العشاء يوم السبت الموافق 8/1/1425هـ وكان قد رتب كتبه وأعدها للدراسة ليوم الغد . كان والده قد دخل المنزل أثناء صلاة العشاء ورآاه خارجاً للمسجد . أما والدته فكانت منومة في المستشفى التخصصي لاستئصال ورم في الرحم .
عاد والده من المسجد وجلس في الصالة وطلب من ابنته الصغيرة أن تقدم له علاجته لأنه قد جاء موعدها . فقدمت له ابنته حقيبة العلاجات فأكلها كلها عدا حبة واحدة لم يأخذها لأنها مضادة للحساسية وتسبب له النوم ، ولم يكن يرغب بالنوم حتى يعود إليه ابنه من المسجد ثم يتناولا العشاء معاً فيأكلها وينام .... هذا ما دعاه إليه تفكيره ولم يكن يعلم بما تخبئه له الأقدار ..
وجلس ينتظر ابنه الصغير من المسجد لكنه تأخر عليه فاتكأ على مركى داخل مجلسه فغلبه النعاس جراء التعب والارهاق الذي كان نتيجة طوال ذلك اليوم . ولم ينتبه إلا عند الساعة العاشرة مساءً .. فقام مباشرة واتجه إلى غرفة ابنه الصغير ليسأله اتعشى أم لا ...
ولكن حينما فتح باب الغرفة دق قلبه .. واضطرب فؤاده ... حينما رأى ان ابنه غير موجود على سريره .. فذهب ليبحث عنه في أرجاء المنزل ولكنه لم يجده نهائياً !!!
دق الرعب في قلب ذلك الأب المكلوم ... وبدأ يتصل على الأقارب والجيران والأصدقاء ليسألهم عنه وكل يجيب بأنه لم يراه هذه الليلة !!! وبدأ الوقت يتأخر وكلما زاد الوقت زاد الرعب والهلع والخوف في قلب ذلك الأب المسكين ...
وعندما بلغت الساعة الواحدة صباحاً ولم يجد الأب ابنه لم يملك إلا أن يجلس في زاوية من زاويا المنزل ويتناول علبة ( فنتولين ) ( بخاخ للربو ) ويضيق صدره ولم تسعه الدنيا بأسرها ...
بالطبع قام اخوته بالبحث عنه في تلك الليلة ولما ضاقت بهم السبل ما كان لهم بد من ابلاغ الشرطة التي لم تقدم ولم تؤخر .. حيث قاموا باجراء التحقيقات . ثم إحالة الموضوع إلى هيئة التحقيق والادعاء العام ..
ومضت تلك الليلة ولم يأتي أي خبر عنه ... ثم جاءت الليلة الثانية ثم الثالثة ثم الرابعة والألم يزداد سوءاً والحسرة تزداد ، والألم بالأب المسكين يشتد ..
أثناء هذه الفترة واثناء اتصالنا بأمه المسكينه قالت لنا : ( وين معاذ انا شفته بالحلم أمس .. فيه شي ؟؟) وكأنها تشعر بمصيبة حلت بابنها أو كارثة نزلت به .. ولم نكن نرضى لها ان تعلم بمثل هذا الخبر السيء وهي في مثل هذه الحال ...
وبعد أيام .. ولا يزال البحث مستمراً دون جدوى خرجت والدته من المستشفى ثم عادت حائل وكان قدومها عصر يوم الخميس ...فجلست من العصر حتى أذن العشاء وهي تسأل عن ابنها ويقولن لها أنه إلى البر ... ولما جاء وقت العشاء بدأت تقلق وانادت ابنها الكبير وقالت له : اين اخوك معاذ ؟ فوقف في موقف محرج إلا أنه تجاوزه بأن قال لها أنه مع بعض أقاربه إلى البر وسيعود يوم الجمعه ... أملاً منه إن يعود سالماً قبل يوم الجمعة ... فجلست الأم على مضض وعلى ما فيها من شدة الأم الجسدي . تنتظر يوم الجمعة علها تشاهد ابنها الصغير الذي لم تشاهدة منذ ان دخلت المستشفى لإجراء العملية ..
وجاء يوم الجمعة ... ودخلت ليلة السبت ... وبدأ القلق والرعب والخوف والألم يدب في صدرها . ويحفر قلبها ... ظناً منها أنه لم يغب إلا هذا اليوم فكيف لو عرفت أنه منذ 9 أيام ؟!!!
فلما أشرقت شمس يوم السبت انهارت قوى الأم المسكينة وبدأت تبكي وتقول .. لم يتأخر عن المدرسة إلا لبلوى أصابته ... وجلست تبكي .. وعند بكاءها دقت عليها إحدى نساء الحي ( الشماتات ) وهي تسأل في صيغة اخبار عن ابنها معاذ ... عندها انهارت الأم المسكينة بشكل أشد حتى أغمي عليها في تلك اللحظة نتيجةً للسكر الذي وصل معها إلى 515 درجة .. وانخفاض شديد في الضغط وصل إلى 75 . وارتفاع في نبض القلب وصل على 102 . فازدادت حالتها سوءاً وانهارت قواها وبدأت تطلب أبنائها ليكونوا بجوارها ... حتى اتصلت على ابنائها الذين خارج حائل لتطمئن عليهم ... ( ظناً منها أن شخصاً ما يتقنصهم !!! ) .
فازداد هم البيت هماً .. وزادت الحالة سوءاً .. فأصبح الأب يركب سيارته لا يدري اين يتجه .. والأم تبكي وتمسح دمعها .. وتكتم حرقة في صدرها ...
ومرت الأيام والليالي .. والأم تزداد سوءاً .. ولا اخبار .. ولا آثار .. وفجأة كان الكل جالسون اليها يسلونها ويبعدونها عن مصيبتها إذا بها تنهار وتبكي فجأة ببكاء وعويل !!!! فسألنها .. ما بكي ؟ فقالت : ( العام راح خلف .. والسنة هذي راح معاذ ) فكانت صاعقة على رؤوس الجميع لم يستطيعوا الكلام فلماذا تذكرت هذه الأم المسكينة ابنها ( خلف ) رحمه الله .. الذي مات بحادث سيارة العام الماضي .. لماذا تذكرته في هذا الوقت !!!
عند هذه اللحظة تذكرت قصة يعقوب حينما تذكر يوسف عندما فقد ابنه بنيامين .. ( وتولى عنهم وقال يا اسفى على يوسف وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم ... قالوا تالله تفتؤ تذكر يوسف حتى تكون حرضاً أو تكون من الهالكين ... قال إنما اشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله مالا تعلمون ) ...
وهاهي الأيام تزداد وكدر الأم يزداد وضيقة الأب تشتد .
يمر الأب من امام غرفته فتجد دمعنه تذرف .. وتسمع ازيز صدره يئن .. وكأنه يتذكر أطلالاً خاوية .. ( وكان يقول .. لو مات اريح لي من ان يكون كذا مدري هو حي والا ميت ... )
وهانحن الآن قد اكملنا شهراً كاملاً على غياب هذا الابن المسكين ولا ندري ما فعلت به الدنيا .. أهو حي فيرجى .. أم ميت فيرثى ...
والآن يا اهل الشهامة والكرم .. يا اهل الجود والسخاء .. جودوا بايدكم إلى رب الأرض والسماء أن يقر به عين والديه وان يعيده إليهم سالماً ..
اللهم رده إلى بيته سالماً معافى .. اللهم أرشدنا إلى مكانه ، اللهم انك تعلم ما تحمل كل انثى وما تغيض الأرحام وما تزداد وكل شيء عندك بمقدار . أعده إلى بيته وأقر به عين والديه .. اللهم أعده سالماً واقر به عين والديه ... اللهم ثبت قلب اهله بالقول الثابت .. اللهم قوى عزائمهم .. وثبت ايمانهم ... اللهم أعده إلى بيته بثوب الصحة والعافيبة يا رب العالمين ... اللهم انتقم ممن أخفاه وارنا فيه يوماً أسوداً وأذقه من مر الدنيا وعذاب الآخره . اللهم ومن اخفاه وابعده عن أهله فأذهب صحته ، وانزع عافيته ، واسلبه بصره ، انك قوي عزيز ..
آآآمين آآآمين آآآمين آآمين آآآمين آآآمين آآآمين